الفصل الـرابع: المــدُ ود

 

 

الدرس السابع:

الـمـد

 

هو  إطالة الصوت بالحرف ... حروفه ثـلاثـة هي (الواو والياء الساكنتان إذا سبق الواو ضم والياء كسر، والألف).

فهذه الأحرف فيها مد طبيعي بمقدار حركتين، يتبين ذلك إذا قرأت ( نُوحِيهَا ) فإنه يجب أن تمد صوتك بالواو والياء وبالألف بمقدار حركتين عاديتن بالأصابع.

وللمد سببان هما ( الهمز والسكون ) ...

فإذا جاء بعد حرف المد همز أو سكون خرج من كونه مداً طبيعياً ووقع المد الفرعي، وهو على أقسام بحسب أحوال الهمزة والسكون :

 

[ الهـمـــزة ]

[1] الـمد الـمـتـصل :

قُـروء

السُّـوء

سِـيء

جـيء

شَـآء

جَـآء

الطـآئـفين

الفـآئِـزُون

أولآئِـك

المَلآئـكة

نلاحظ في هذه الكلمات أن الهمزة متصلة بحرف المد في كلمة واحدة.

ولهذا سُمي ( المد المتصل ) ويُمَد بمقدار أربع حركات إلى ست وجوباً ولا يجوز قصره.

 

[ 2 ]  الـمد الـمنفصـل :

مآ أنزِلَ - إِنَّآ أوْحَيْنَآ إِلَيْكَ - يآأَيُّهَا - قُوآ أنفُسَكُم - ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ -  أَنِيبُوا إِلَى ربِّكُمْ.

وتلاحظ في هذه الكلمات أن الهمزة منفصلة عن حرف المد يما كلمة أخرى.

ولهذا سُمِّيَ ( المد المنفصل ) ... يُمَد بمقدار أربع حركات إلى خمس، ويجوز قصره بمقدار حركتين.

 

 
 

الـدرس الثـامـن

السكــون

 

[ 1 ] الـمد اللازم :

أَتُحَـآجُّونِّي

الطَّـآمَّـة

الضَّـآلِّينَ

( أ ) ءَآلْـئَـنَ

طـسـم

الـم

حـم

ص

(ب) ق

بقراءة الكلمات السابقة نلاحظ عدة أمور:

- أن السكون جاء بعد حرف المد.

- أن السكون ثابت لا يسقط ولو وصلت الكلمة. فإذا قرأت مثلاً { ق وَالْقُـرْآنِ المَجِيدِ } فإن السكون ثابت على الفاء. وكذلك لو قرأت { ءَآلْئَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ } فإن السكون ثابت على اللام ولذلك سَمُّوا هذا المد بـ ( المد اللازم ).

- إذا قرأت المجموعة الأولى ( أ ) من الأمثلة تلاحظ أن المد اللازم وقع في كلمات، ولهذا سُمِّي هذا القسم بـ ( اللازم الكلمي ).

- وإذا قرأت المجموعة الثانية ( ب ) من الأمثلة تلاحظ أن المد اللازم وقع في الحروف المقطعة من أوائل السور، ولهذا سُمِّي هذا القسم بـ ( اللازم الحرفي ).

والمد اللازم بقسميه ( الكلمي ) و ( الحرفي ) يكون ( مُثقَّلاً ) و( مُخفَّفاً ) فيسمى ( مثقَّلا ) إذا جاء بعد حرف المد شَدَّة، مثل ( الطَّامَّة ) ( الضَّالِّين ) أو إدغام مثل ( الـم ) إذ أصل هذا الحرف في النطق هكذا ( اَلِفْ لاَمْ مِيمْ ) ففيه إدغام في الميمين المتجاورتين الواقعتين بعد الألف. وفي نفس الوقت تلاحظ أن هناك مدًّا لازماً آخر في الياء التي قبل الميم الأخيرة من النوع ( المخفف ) حيث لا إدغام بعدها ولا تشديد.

حكم المد ( اللازم ) بجميع أقسامه الأربعة المد بمقدار ست حركات.

 

( ملاحظة ) :

قد تتساءل أين السكون في مثل ( الضآلّيِن )، ( الطامّة ) ( أتحآجّونيّ ) ؟

فالجواب: أن الحرف المشدَّد دائماً هو عبارة عن حرفين أولهما ساكن والآخر متحرك، فاللام في ( الضَّـآلِّـين ) مشدد، فهو عبارة عن لامين، الأولى منهما ساكنة وهي التي تنطق بها أولاً عند التشديد، والأخرى مكسورة، وكذلك الميم في ( الطـآمَّـة ) والجيم في ( أتحآجُّـوني ) والنون ...

 

[ 2 ] الـمد العـارض :

المصيـر

وَفَتْحٌ قريـب

الرَّحِـيـمْ

العَالَميـنْ

وما تعلنُـونْ

تعلمُـونْ

مرصُـوصْ

الخرُوجْ

لَلأنَـآمْ

الـرَّحْمَـن

الحسـآبْ

متـآبْ

        بقراءة الكلمات السابقة تلاحظ ما يلي:

- أنك إذا وقفت عليها وقع السكون على أواخرها بعد حرف المد بسبب الوقف.

- ولو وصلت الكلمة بما بعدها فإن السكون يزول ويجب أن تحرك الكلمة بحركتها قبل الوقف فتقول ( العَالَمِينَ، الرحمـن الرَّحِيمِ، مَالك ) أو تقول ( وفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ المْؤمِنِينَ ).

ولهذا سُمي هذا المد بـ ( المد العارض ) أي الذي كان السكون فيه عارضاً بسبب الوقف وَيسقط بالوصل.

- حكم ( المد العارض ) أن تمده بمقدار حركتين أو أربع أو ست .

 

 

 

الـدرس التـاسـع

هـــاء الكـنايــة

 

عليْـهِ

بِـهِ

فِيـهِ

إِلَيْـهِ

لَـهُ

(أ) إِنَّـهُ

وملآئِكَتِـهِ

مَثْوَاهُ

إِلَى أَهْلِـهِ

عندَهُ

صاحبُـهُ

    (ب) إِسمُـهُ

هَديْناه

خُذُوهُ فغُلُّوهُ

خلقَـهُ

فتنفعَـهُ

   (ج) يحاوِرُهُ

 

بقراءة الكلمات السابقة تلاحظ ما يلي :

- أن هاء الكناية : هي هاء الضمير التي يُكنى بها عن المفرد الغائب .

- أنها تلحق الحروف كما في المجموعة ( أ )، والأسماء كما في المجموعة ( ب ) والأفعال كما في المجموعة ( ب ).

- حكمها يدور بين المد بمقدار حركتين أو القصر. فتُمد إذا وقعت بين حركتين، مثل ( إِنَّهُ هُوَ )، ( إلى أَ هلِـهِ مَـسْرورا ً)، ( خَلَقَـهُ مِـن تُرَاب ).

- وتُقصر فيما سوى ذلك : أي إذا وقعت بين ساكنين، مثل ( إليْـهِ الْمصيرُ ) أو بين متحرك وساكن، مثل ( لَـهُ الْملك )، ( خذُوْهُ فَـغُلُّوْهُ ثُـم الجْحيم ... ).

 

 
 

الـدرس  العـاشـر

همـــزة الوصــــل

 

إذا كان أول الكلمة القرآنية متحركاً بدأتَ به محركاً إياه بحركته تلك، وهذا ظاهر.

أما إذا كان ساكناً وأردتَ الابتداء به أ يمكنك ذلك، فتأتي حينئذ بهمزة قبله تتوصل بها إلى النطق بهذا الساكن، ولذا سُمِّيت هذه الهمزة همزة الوصل.

ولكنها عند وصلها بالكلمة قبلها تسقط؛ لذا قالوا: هي همزة يُتوصَّل بها إلى النطق بالحرف الساكن، وتثبت في ابتداء الكلام، وتسقط في دَرْجه.

وتقع همزة الوصل في الأسماء والأفعال والحروف :

 

فأما في الأفعال :

فحكمها عند الابتداء بها الكسر إذا كان ثالث الفعل مكسوراً، مثل:

اِهْـدِنَا الصِّرَاطَ المُسْـتَقِيمَ

اِرْجِـع إِلَيْهِمْ

اِكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ

 

أو كان ثالث الفعل مكسوراً باعتبار أصل الكلمة، وقد وقع ذلك في القرآن في أربعة أفعال هي:

اِمْشُوا: في قوله تعالى { أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى ءَالِهَتِكُمْ }.

اِيْتُوا: في قوله تعالى { اِيتُونِى بكِتَاب مِّن قَبْل هَذَا }.

اِبْنُوا: في قوله تعالى { قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانَاً }.

اِقْضُوا: في قوله تعالى { ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ }.

إذ أصل هذه الأفعال: اِمْشيُوا، اِيْتِـيُوا، اِبْنِـيُوا، اِ قْضِـيُوا

 

وتُكسر همزة الوصل أيضاً إذا كان ثالث الفعل مفتوحاً، مثل:

اِنْطَلَقَ: من قوله تعالى { وَانطَلَقَ المْلأُ مِنْهُمْ }.

اِذْهَبْ: من قوله تعالى { قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبعَكَ مِنْهُمْ }.

اِرْتَضَى: من قوله تعالى { وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمنَ ارْتَضَى }.

اِسْتَحَقَّ: من قوله تعالى { مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِم الأَوْلَيَانِ }.

اِستغْفَرَ: من قوله تعالى { فَاستَـغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعَاً وَأَنَابَ }، { وَاستَغْفَرَ لَهُم الرَّسُوْلُ }.

اِسْتَكْبَرَ: من قوله تعالى { إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْـتَكْبَرَ }، { وَاسْـتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ }.

 

وتُضم همزة الوصل إذا كان ثالث الفعل مضموماً ضماً أصلياً، مثل:

اُشْكُرْ: من قوله تعالى { أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ }

اُتْلُ: من قوله تعالى { اُتْلُ مَآ أُوحِىَ إِلَيْكَ }.

اُسْتُهْزِئ: من قوله تعالى { وَلَقَدْ اسْـتُهْزئ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ }.

اُجْتُثَّتْ: من قوله تعالى { كَشَجَرَةٍ خَبيثَةٍ اجْـتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ }.

أُؤْتُمِنَ: من قوله تعالى { فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانتَهُ }.

اُضْطُرَّ: من قوله تعالى { فَمَن اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ }.

اسْتُضْعِفُوا: من قوله تعالى { وَقَالَ الَّذِينَ اسْـتُضْعِفُوا }.

 

وتُكسر همزة الوصل الداخلة على الأسماء مطلقاً، سواء كان دخولها عليها قياسياً كما في مصادر الأفعال الخماسية والسداسية، أم كان سماعياً وذلك في سبعة أسماء:

ابن، ابنة، امرىء، امرأة، اسم، اثنين، اثنتين.

 

مثاله في مصادر الأفعال الخماسية والسداسية:

اِفترَاء: من قوله تعالى { اِفْتِـرَاءً عَلَى اللّهِ }.

اِسْتِكْبَارًا: من قوله تعالى { اِسْتِكْبَارًا في الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّءِ }، { وَاسْتَكْبرُوا اسْتِكْبَارًا }.

 

وأمثلة الأسماء السبعة في القرآن كما يأتي:

ابن: مثاله { هو عِيسَى ابْن مَرْيَمَ }.

ابنة: مثاله { اِبْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا }، { إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتين }.

امرئ: مثاله { أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُم }، { إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ }.

امرأة: مثاله { ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ }.

اسم: مثاله { اِسْمُهُ المَسَيحُ }، { وَاذْكُر اسْمَ رَبّكَ }، { يَأتِي مِن بَعْدِى اسْمُهُ أحْمَدُ }.

اثنين: مثاله { لاَ تَتَّخِذُوا إِلاهين اثْنَين }.

اثنتين: مثاله { فَإِن كَانَتَا اثْنَتَين فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ }، { فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً }.

 

إذا اجتمعت همزة الاستفهام مع همزة الوصل في كلمة وأما حذف همزة الوصل.

وقد وقع ذلك في سبع كلمات في القرآن:

1- { قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللهِ عَهْدًا }. [ البقرة ].

2- { أَطَّلَعَ الْغَيْبَ }. [ مريم ].

3- { أَفْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا}. [ سبأ ].

4- { أَصْطَفَى الْبَنَاتِ }. [ الصافات ].

5- { أَتَّخَذْنَهمْ سِخْريَّا }. [ ص ].

6- { أَسْتَكْبرتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ }. [ ص ].

7- { أَسْتَغْفَرْتَ لهَمْ أَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهمْ } [ المنافقين ].

إذ الأصل في هذه الكلمات:

أَئِتَّخَذْتُمْ، أَئِطَّلَعَ، أَئِفْترً ى، أَئِصْطَفَى، أَئِتَّخَذْتَمْ، أَئِسْتَكْبَرْتَ، أَئِسْتَغْفَرْتَ.

والهمزة التي في أوائل هذه الأفعال هي همزة استفهام، وهي همزة قطع تثبت في ابتداء الكلام ودَرْجِه.

 

فإذا اجتمعت همزة الاستفهام مع همزة الوصل في كلمة وكان بعد همزة الوصل لام وجب إبقاء همزة الوصل وامتنع حذفها؛ لكن لا يُنطق بها محققةً بل يجوز فيها لحفص وغيره من القراء وجهان:

- إبدالها ألفاً مع المد المشبع ...

- أو تسهيلها بَيْنَ بَيْن .

وقد وقع ذلك في ثلاث كلمات في ستة مواضع بالقرآن:

ءَآلذَّكَرَيْنِ : بموضعين بالأنعام.

ءَآلئـنَ : بموضعين بيونس.

ءَآللهُ أَذِنَ لَكُمْ : بيونس أيضاً.

ءَآلله خَيْرٌ أَما يُشْرِكُونَ : النمل.

فإذا سهلت همزة الوصل في هذه الكلمات نطقت بها هكذا:

أالذَّكَرَيْنِ، أالآنَ، أاللّه.

أما الحروف فلا تدخل همزة الوصل إلا على اللام فيما يأتى.

1- اللامات في قوله تعالى: { إِنَّ الـمسْلِمِينَ وَالـمسْلِمَاتِ والـمؤمِنِين وَالـمؤمِناتِ وَالـقانِتيِنَ وَالـقانتَاتِ وَالـصَّادِقِينَ وَالـصَّادِقَاتِ } (الآية).

2- الَلام الزائدة اللازمة للكلمة في مثل: (الَّذى)، (الَّذان)، (الَّتي)، (التّي)، (الَّئي) (الآن) (الْيَسَع).

3- لام التعريف في مثل:

لشَّمس)، (التَّواب)، (الرَّحمن)، (الرَّحيم)، (القمر)، (الأرض)، (الـجبال)، (الـحمد)، (القرءان).

وحكم الهمزة الداخلة على اللام في هذه المواضع كلها الفتح.

 

وهنا ملحوظة لطيفة في آخر هذا الباب، وهي:

أنك إذا وقفتَ على سبيل الاختبار على لفظة (بئس) من قوله تعالى: { بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإيمانِ } فكيف تبدأ بالاسم ؟

لك فيه وجهان:

1- أن تقول: ( اَلاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيـمَانِ ).

2- أن تقول: ( لاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيـمَانِ ).